الشاعر محمد الزيداني ـ رجال المع
كما يزدهي البحار والبحر بالدر
زها العام بالأيام وازدان بالعشر
وقد كان كالمخفي كنوز ادخاره
يضن بها حتى عليه من النشر
فلما رأى شمس الحـــياة تــكاد أن
تغيب، وهاب البعد أفصح بالسر
وسبحان من عد الشهور وسير ال
دهور، ومن أحكامه في الدنيا تجري
وما العشر إلا جنة طاب طلعها
وها قد دنا فاقطف من العشر بالعشر
ولا تبخلن يفديك من كان باخلا
على نفسه بالأجر في زمن الأجر
فلا بد من موت ولا بد مـن بلى
ولا بد من نشر ولابد من حشــــــر
ولا بد من حـزن وغبن وحـسرة
على لحظة مرت عليك ولم تـــــدر
من الباقيات استبق ذخرا ومغنما
لحاجة يوم أنت فيه أبو الفـقــــــر
فليست منى الدنيا أماني ذي منى
إذا حل يوما راغما حفرة القبــــر
وآمـــال دنـــيانا ســراب بقيعــة
تبيع بنيها للهلاك ولا تشــــري
وكم خلفـــها أجــرى هوانا جياده
سباقا على مالا يريش ولا يبـــري
وكم ذا تعلقــنا بـــآمـــال ضعفنـا
كأنا بلا وعي خلقنا ولا فكــــر
أأغــــلى زمـــان الصالحات تحية
وأهلا بأيام التنافس في الأجــر
زها كل فعـل صالح فيك وازدهـى
على مثله فيما سواك من الدهر
فما أنت إلا روضة فاح عطرها
وطوبى لمن منها تضوع بالعطر
